سوف تستكشف في هذا المقال المعتقدات المقيدة حول المال الأكثر شيوعا و بعدها نوّضح لك خمس طرق تحوّلك لعقلية الوفرة؛ لمساعدتك على التخلص من هذه المعتقدات وإظهار الوفرة في حياتك المادية؛ لأنّها تكون متأصلة بعمق في عقلك اللاواعي، وتمنعك من إظهار الوفرة والنجاح المالي في حياتك.
المعتقدات المقيدة حول المال والأكثر انتشارا
حسب تقرير كتبته الخبيرة في تطوير الذات ماري موريسي Mary Morrissey على موقع bravethinkinginstitute وضحت فيه كيفية التخلص من أهم 5 معتقدات مقيدة حول المال وهي :
1. المال أصل كل الشرور
عندما تعتقد أن المال شر بطبيعته فقد تقوم دون وعي منك بتخريب مستقبلك المالي ، وإذا كنت لا تعرف من أين وصلك فاعلم أنّ هذا الاعتقاد المحدود التقطته من عدة جهات قامت ببرمجة عقلك الباطن ومنها :
- الآباء
- المدرسة
- الأقارب
- المجتمع
- الدين
- الإعلام
يؤدي بك ذلك المعتقد إلى سلوكيات مالية يمكن تظهر في حياتك على شكل إسراف في الإنفاق، أو قلة الدخل، أو التخبط في المشاكل المالية..
إذا كنت تعتقد أن المال أصل كل الشرور، فذكّر نفسك بأن المال مورد محايد وليس خيرا أو شرا مثله مثل أي أداة نسميها سلاح ذو حدين ، يمكن استخدامها للأغراض الجيدة والسيئة؛ على سبيل المثال :
- السكين هناك من يستعمله في المطبخ وهناك من يعتدون به على الناس لسرقة أموالهم مثلما يفعل المجرمين
- الهاتف الخلوي تتنوع استعمالاته بين من يعتبره وسيلة اتصال أو ترفيه وهناك من يستغله في النصب والاحتيال
- الانترنت هناك من يستغله للتعلم من المواقع المفيدة في مختلف المجالات وهناك من يعتبره مصدر تسلية باستعمال مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة الأفلام والألعاب والبعض ينجرف خلف المواقع الاباحية
والآن اسأل نفسك كيف صدّقت فكرة أنّ المال أصل كل الشرور وغير ذلك من المعتقدات المقيدة حول المال والمال هو وسيلة فعّالة لتحسين حياتك في كل جوانبها ؟، وهنا تذكرت المعتقد المشابه له والأكثر انتشارا في الوطن العربي وهو “المال وسخ دنيا “ والله عز وجل وصفه في القرآن الكريم فقال ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا “.
اقرأ المزيد : العقلية المالية مفهومها وكيفية تغييرها
2. لست مؤهلا لكسب الكثير من المال
تؤدي المعتقدات المقيدة حول المال عند الكثير من الناس إلى أفكار سلبية عن أنفسهم؛ فقد تعتقد أنك لست ذكيا أو موهوبا بما يكفي لكسب الكثير من المال؛ وهذا الاعتقاد المحدود يمكن أن يمنعك من السعي لتحقيق أهدافك المالية، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى التخريب الذاتي وانعدام الثقة في قدرتك على كسب دخل مرتفع..
بدلًا من ذلك تذكر أنّك كائن روحي تتمتع بتجربة إنسانية، وقد خلقت لتختبر النجاح والوفرة والحرية؛ عندما تعالج حديثك الذاتي السلبي، يمكنك تكوين رؤية إيجابية عن نفسك ومواهبك وقدراتك.
اقرأ المزيد : أقنعوك أنّ الفقر ليس عيبا وأنّه فضيلة
3. يصعب الحصول على المال
هذا الاعتقاد متأصل عند من لديه عقلية الندرة ويمكن أن يخلق لك شعوراً بالخوف والقلق بشأن الجانب المالي في حياتك؛ عندما تعتقد أن المال نادر وصعب الحصول عليه، فقد تجد صعوبة في جذبه إلى حياتك؛ قد تعتقد كما لو أن أي شخص آخر لديه أموال أكثر مما لديك بكثي، أو أن قلة مختارة فقط هي التي يمكنها الوصول إلى الموارد الكافية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى نقص الوفرة المالية في حياتك..
إذا كنت تؤمن بهذا المعتقد السلبي، فتذكر أننا نعيش في عالم خلقه الله عز وجل بوفرة لا حدود لها من كل شيء نريده (الهواء، الماء، الطعام، وكذلك المال ..) بدليل قول الله عز وجل ” إن هذا لرزقنا ماله من نفاد ” وفي آية أخرى ” وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننـزله إلا بقدر معلوم “..
فكر في الأمر بهذه الطريقة لتزيل هذه المعتقدات المقيدة حول المال : إذا أخذ شخص ما نفسًا، فلن يقل توافر الهواء لدى شخص آخر.
4. لا أستحق أن أكون غنياً
يعتقد بعض الناس أنهم لا يستحقون أن يكونوا أغنياء ويمكن أن يكون هذا التفكير بسبب الشعور بالذنب أو العار أو تدني القيمة الذاتية؛ وهذا الاعتقاد المحدود يمكن أن يمنع الناس من متابعة أهدافهم المالية، ويبقيهم عالقين في أنماط تجعلهم غير مرئيين وغير مسموعين، ويجعلهم يقللون من قيمة مساهماتهم وعملهم في محيطهم، الحقيقة هي أن النتائج التي تراها في حياتك هي تمثيل مباشر لما تشعر به تجاه نفسك..
لتخلق حياة تحبها عليك أن تتدرب على الاعتقاد بأنك شخص يستحق المال والغنى وتحقيق كل أحلامه؛ عندها فقط سترى أنك قادر على خلق الحياة التي تريدها وتكتسب ثقة بنفسك، وتتحرر من المعتقدات المقيدة حول المال.
5. المال لا يشتري السعادة
هذا الاعتقاد المحدود يمكن أن يمنع الناس من تحقيق الوفرة والسعي لتحقيق أهدافهم وقد يتبنون موقف لماذا نهتم عندما يتعلق الأمر بالمال ؟، مستخدمين فكرة أن المال لن يجعلهم سعداء في حياتهم فيجعلونه ذريعة لعدم السعي لكسب المزيد من المال، أو متابعة أهدافهم المالية..
أولئك الذين يترددون مع هذا الاعتقاد المحدود قد لا يعطون الأولوية لرفاهيتهم المالية أو يلاحقون الفرص التي يمكن أن تؤدي إلى نجاح مالي أكبر؛ عندما يعتقد الناس أن المال لا يمكنه شراء السعادة، فإنهم غالبا ما يفشلون في إدراك ما يمكن أن يفعله المال في حياتهم؛ وفرة الموارد لديها القدرة على تخفيف التوتر، وتمكينك من القيام بأشياء جيدة في العالم، ودعم من تحبهم… وكل الأشياء التي تساهم في سعادتك.
مقال ذو صلة : ما العلاقة بين المال و السعادة ؟ دراسة دينية وعلمية تجيبك
مبادئ الوفرة لتعزيز عقلية الثراء لديك
فيما يلي 5 مبادئ للوفرة ستساعدك على التحرر من المعتقدات المقيدة حول المال والبدء في جذب المزيد من الرخاء إلى حياتك، وستجد أن نتائجك الخارجية ستتغير بسرعة كبيرة :
1. الأشخاص الذين يفكرون بأفكار وفيرة يعيشون حياة الوفرة
مفتاح الوفرة هو مقابلة المعتقدات المحدودة بأفكار غير محدودة؛ يدرك الأشخاص الذين يعيشون حياة وفيرة أن نتائجهم هي تعبير عن تفكيرهم؛ بمعنى آخر الأفكار التي تفكر فيها عادة هي التي تخلق ظروفك وأوضاعك وأحوالك، على سبيل المثال : إذا بدأت بالتفكير في تحقق أهدافك المالية باستمرار، فسوف تبدأ في رؤية عناصر النجاح المالي في حياتك..
عبّر عن امتنانك لكل النعم التي لديك حاليًا، وستبدأ في تجربة المزيد منها في حياتك بدليل قول الكريم عز وجل ” لإن شكرتم لأزيدنكم “.
اقرأ المزيد : ما الفرق بين عقلية الفقراء و الأغنياء ؟
2. هناك وفرة تكفي للجميع
لا أحد يظل في حالة فقر بسبب نقص الموارد من الثروات فهناك ما يكفي الجميع؛ الأشخاص ذوو العقلية الوفيرة يرون العالم من حيث الفوز إنهم سعداء حقًا بالنجاحات والرفاهية والإنجازات والتقدير والحظ السعيد للآخرين ..
نحن نعيش في عالم وفير حقًا، والخالق عز وجل لديه طرق لا حصر لها ليبارك لك النعم التي حباك بها، قد لا تشعر دائمًا بهذه الطريقة عندما تعاني من الندرة أو النقص أو الانتكاسة، وإذا كان رصيد حسابك البنكي منخفضًا فقد يكون لديك شعور بالنقص، ولكن إذا حصلت فجأة على مبلغ مالي من الميراث مثلا فقد تبدأ في التفكير في نفسك على أنك شخص وفير..
مصدر الوفرة لديك هو الحياة نفسها في بعض الأحيان، يؤدي تغير الظروف إلى غلق قناة واحدة من دخلك، ولكن إذا نظرت بعناية ستجد أن الله عز وجل يفتح لك أبوابا أخرى للرزق مكانها.
3. الوفرة والعطاء يسيران جنباً إلى جنب
إذا كنت تريد الوفرة في حياتك فامنحها كما قال الله عز وجل ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون “
نحن نعيش في عالم وفير ومعطاء عندما تتدرب على أن تكون كريمًا وتستخدم تفكيرًا كريما سيصبح تكرار أفكارك أمرًا متزايدًا استنادا لقول المولى عز وجل ” وما تنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين “
4. رغبتك في الوفرة تساعدك على خلق الحياة التي تحب أن تعيشها
الرغبة هي تعبير عن الإرادة في حين أن توّقع الخير هو طلب الخير، بحيث يكون كلاهما ضروريًا لجذب العرض؛ يمكّنك المال من الشعور بالراحة حتى تتمكن حقًا من تقديم إبداعك وهداياك للعالم ..
قد تكون بعض الوفرة التي تواجهها في شكل فرصة وظيفة جديدة أو علاقة جديدة رائعة، قد تتمتع بقدر أكبر من الصحة والطاقة والحيوية، أو قد تأتي وفرتك على شكل فكرة ملهمة غير متوقعة .
إذا كنت ترغب في الوفرة والتحرر من المعتقدات المقيدة حول المال، ولكنك تتساءل عما إذا كان من الخطأ أن تحب المال، ففكر في نفسك كشخص يتمتع بعقلية الحرية بدلاً من ذلك ليس لديك أي فكرة عن الخير الذي يمكن أن يحدث من خلالك إذا تغلبت على معتقداتك المقيدة حول المال، ومنحت نفسك الإذن بالحصول على المزيد من الوفرة في حياتك.
5. استخدم القوة الهائلة لقانون الجذب
تصور المستقبل الذي تريده، اصنع الحياة التي تحلم بها، شاهدها، اشعر بها، صدقها .. فقد أصبح قانون الجذب مشهورًا بفضل “السر”، وهو أسلوب تفكير إيجابي لتحقيق حياة أحلامك بسهولة؛ ومعناه باختصار أنّ كل ما تفكر فيه بشكل منتظم ومتكرر سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، موسعًا أو منقبضًا هو الإطار الذي تتحرك من خلاله طاقة الحياة من خلالك..
إن الصور التي تركز عليها مثل أحداث حياتك، والتجارب التي مررت بها، وحالتك، وظروفك.. يصدّقها عقلك الباطن في نهاية المطاف باعتبارها الحقيقة، وبذلك تصبح واقعك الذي تعيشه ..
مقال ذو صلة : كيف تدرّب عقلك على جذب المال خطوات عملية مجرّبة
إذا لم تكن راضيًا عن النتائج الحالية في حياتك ، فلديك القدرة على تغييرها خلال أن تكون أكثر تعمدًا في التعامل مع الصور التي تتخيلها والأفكار التي تفكر فيها، ومن بين أفضل الطرق التي جربها لهذا العديد من الأشخاص هي لوحة الرؤية التي وجودوها مفيدة جدًا؛ من خلال العثور على الصور التي تمثل أحلامك وتركيز انتباهك عليها، يمكنك أن تكون أكثر قصدًا بشأن الأفكار التي تفكر فيها وتذكر هذه العبارة..
الحياة عبارة عن لوحة بيضاء من الإمكانيات، وأنت المتحكم في الشكل الذي يمكن أن تبدو عليه الصورة النهائية.