” المال لا يشتري السعادة ” مقولة منتشرة بين الناس سمعناها كثيرا وبسببها راودتنا الكثير من الأسئلة عن المال والسعادة منها :
ما العلاقة بين المال والسعادة ؟
هل المال يستطيع شراء السعادة ؟
ومن صاحب مقولة المال لا يصنع السعادة ؟
أعدك أنّك ستجد الجواب الكافي في الأخير بنفسك فتابع القراءة بتركيز…
ما العلاقة بين المال و السعادة ؟ دراسة دينية وعلمية تجيبك
من يقارن بين المال و السعادة كما قال مؤلف كتاب أسرار عقل المليونير يسألني الكثير من الناس : هل المال أهمّ أم الصحة ؟ فأجيبهم بسؤال مشابه : هل يديك أهمّ أم رجليك ؟ وهل أذنيك أهمّ أم أنفك ؟ ويقصد بذلك أنّ المال مهمّ والصحة مهمّة ولماذا تقارن بينهما أصلا ؟ ومن طلب منك أن تختار أحدهما فقط ؟
بعد سنوات من قراءتي لعدد كبير من كتب الثقافة المالية والبحث المُكثّف والتعلّم من خبراء ماليين متخصصين ؛ اكتشفت أنّ مقولة “ المال لا يشتري السعادة ” هي إحدى القناعات السلبية عن المال والتي برمجونا عليها منذ طفولتنا ، وأنّ الكثير من الناس لديهم نظرة سلبية عن المال واليك ببعض المعتقدات الخاطئة عن الغنى والفقر الأكثر انتشارا خاصة في مجتمعنا العربي :
المال شر
المال فتنة
المال وسخ دنيا
يفسد النفوس
الأغنياء نصّابين
الأغنياء متكبّرين
الأغنياء طمّاعين
الأغنياء أموالهم من الحرام …
الفقر فضيلة
النبي عليه الصلاة والسلام عاش فقيرا
الفقراء يدخلون الجنة
الفقراء أحبّ الى الله عزوجل
والآن عزيزي القارئ لو سمحت أجبني بكل صراحة عن هذه الأسئلة :
هل كل الأغنياء سعداء ؟ لا أظنّك تختلف معي أنّ الجواب هو : لا ، والصواب هو أنّه هناك أغنياء سعداء وأغنياء تعساء …
وهل كل الفقراء سعداء ؟ بطبيعة الحال الجواب هو نفسه ؛ أي هناك فقراء يعيشون في سعادة غامرة وهناك فقراء يعانون في حياتهم الهمّ والحزن …
إذن لماذا قالوا المال لا يشتري السعادة ؟
لأنّ العقل البشري يبني الحكم على أي شيئ في حياته من خلال تجربته الشخصية واليك أمثلة واقعية :
1. لو سألت شاب متزوج : هل الزواج نعمة أم نقمة ؟ فالجواب سيكون غالبا حسب تجربته فإذا لم ينجح في حياته الزوجية وعاش مشاكل أسرية كثيرة أوصلته للطلاق فبكل يقين سيلقي عليك سيل من السلبيات عن الزواج ويحاول إقناعك أن لا تفكر فيه إطلاقا ، وأمّا إذا كانت زوجته صالحة ووجد معها حياة زوجية سعيدة بلا شك سيحفزّك للزواج ويذكر لك النعم التي ذاق حلاوتها فيه .
2. لو تعرف من جيرانك أو أقاربك رجل فقير وفجأة رزقه الله بميراث ، وإذا به ينقلب رأسا على عقب فتراه أصبح منحرفا ، يمرّ عليك بسيارته الفاخرة متكبّرا ، يقضي مصالحه بدفع الرشوة …فتقول في نفسك سبحان الله مغير الأحوال ، و صدق من قال ” الفلوس تغير النّفوس “
3. تجد في محيطك من كان فقيرا معدما ثم فتح الله عليه بأرزاق ، فتراه يدعم الجمعيات الخيرية ، يساعد الفقراء والمحتاجين في المناسبات مثل : رمضان ، عيد الأضحى ، عيد الفطر ، الدخول المدرسي …، يزور المرضى ويساعدهم ماديا ومعنويا ..، فتقول في نفسك صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام لمّا قال ” نعم المال الصالح عند المرء الصالح “
خلاصة القول : المال هو وسيلة والسعادة هي نتيجة فمن يملك المال الحلال ويعمل به الصالحات تكون النتيجة هي أن يعيش السعادة لقول الله عزوجل وجل ” من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون ” …
ومن يكون لديه المال ويختار طريق المُحرّمات والفجور والفساد يكون حاله قول الحق عزوجل “ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا …”
وفي الختام أدعوك لقراءة مقال تفصيلي شرحت فيه مدى تأثير المعتقدات والقناعات الخاطئة عن المال والأغنياء على وضعك المادي بعنوان العقلية المالية وكيفية تغييرها ، وكذلك ذكرت تجربتي الشخصية لمّا تغيّرت حياتي المالية بتغيير معتقداتي ليكون حافزا لك على تحسين حياتك المادية .