قد تكون حاولت سابقا أن تحافظ على عادة ادخار المال ولكن كل محاولاتك باءت بالفشل ومازلت تتساءل في حيرة من أمرك “ما هي اسباب عدم الادخار؟”، في هذا المقال ستتعرف على أهم المفاهيم الخاطئة التي تمنع الناس من الادخار، وكيف يمكنك تصحيحها للبقاء مستعدًا لكل ظروف الحياة، والتمكن من تحقيق أهدافك المالية.
ما هي اسباب عدم الادخار؟ اكتشف 10 مفاهيم خاطئة حول الادخار
وفقا لتقرير نشره موقع “التعليم أولا” Education First، هناك مفاهيم خاطئة حول توفير المال تعيق الأشخاص عن اكتساب عادة الادخار واتخاذ الخطوات اللازمة لبناء حسابات التوفير الخاصة بهم، وإذا كنت واحدا منهم فعليك التخلص من هذه القناعات السلبية المعيقة.
1. “دخلي قليل ولا يكفي للادخار”
من بين أكثر المعتقدات المالية الخاطئة والأكثر انتشارا هي أنّ توفير المال أمر ممكن فقط لو كان لديك دخل كبير، ولكن الحقيقة هي أنّ قدرتك على الادخار لا تعتمد فقط على حجم دخلك أو راتبك؛ لأنّه يمكنك أن تبدأ ولو بادخار مبلغ رمزي، وباستخدام الميزانية الفعالة ومهارات الإدارة المالية الجيدة، يمكنك تنمية مدخراتك.
يمكنك أن تبدأ التوفير ولو كان مجرد بضعة دولارات كل أسبوع، وبمرور الوقت، يمكن أن يتراكم هذا المبلغ بشكل كبير، وستكتسب عادة الادخار.
إذا بدأت ممارسة تخصيص جزء صغير من راتبك كل شهر ووضعه في حساب التوفير الشخصي الخاص بك، فسوف تتفاجأ عندما ترى مدى السرعة التي يمكن أن ينمو بها رصيدك.
لكي تجعل الادخار عادة سهلة في حياتك المالية، ادفع لنفسك أولاً بأن تحدد النسبة الذي تريد تخصيصها من راتبك للادخار، وقم بإيداع هذا المبلغ مباشرة من كل شيك راتب في حساب التوفير الخاص بك.
اقرا أيضا : راتبي لا يكفيني ولا أعرف الحل ؟
2. “مازلت صغيرا في السن، سأدخر عندما أكبر”
يُعد انتظار البدء في الادخار حتى بلوغ سن معين من اسباب عدم الادخار، أكبر المفاهيم الخاطئة التي قد تجعلك تتحصر علي مستقبلك المالي على المدى الطويل؛ لأنّ الصواب هو أنّك كلما بدأت في الادخار مبكرًا، فإنك تمنحك نفسك وأموالك متسع من الوقت لتنمو وتتراكم خلال سنوات مديدة، مما يؤدي إلى رصيد ادخاري أكبر، وزيادة على ذلك فإن البدء في الادخار عندما تكون أصغر سنًا يساعدك على بناء الانضباط المالي وتطوير عادات سليمة لإدارة أموالك.
3. “لا أستطيع الادخار وتسديد ديوني في نفس الوقت”
يعتقد الكثير من الناس أنه يجب عليهم إعطاء الأولوية لسداد الديون قبل الادخار؛ ولكن على الرغم من أهمية إدارة الديون، إلا أنه يمكنك الادخار في نفس الوقت.
قد يبدو الأمر مستحيلاً، لكن العمل على كلا الهدفين في وقت واحد سيساعدك على المدى الطويل، ومن جهة أخرى يمكن أن يساعدك صندوق الطوارئ على تجنب تراكم المزيد من الديون عند ظهور نفقات غير متوقعة.
الحل الأفضل والوسيط هو أن تبدأ بتخصيص جزء صغير من دخلك جانبًا للادخار مع تسديد دفعات لديونك، ومع تحسن وضعك المالي يمكنك تخصيص المزيد لسداد الديون.
اقرأ أيضا : أفضل الطرق من خبراء ماليون لترتاح من الديون
4. “مصاريفي كثيرة لا أستطيع الادخار”
المفتاح هو إعطاء الأولوية لمدخراتك كمصروفات أساسية وإنشاء ميزانية تتضمن المدخرات كمصروفات شهرية غير قابلة للتفاوض، تمامًا مثل حفظ مبلغ الإيجار كل شهر أو مصاريف البقالة من خلال القيام بذلك، ستتأكد من تخصيص جزء من دخلك لحساب التوفير الخاص بك بانتظام.
مقال ذو صلة : كيف يمكن تقليص النفقات؟ 18 طريقة ذكية لتوفير المال من خبير أمريكي
5. “حسابات التوفير تحقق عوائد قليلة”
يعتقد بعض الناس أن حسابات التوفير لا توفر عوائد مرضية مقارنة بخيارات الاستثمار الأخرى، في حين أنه من الصحيح أن أسعار الفائدة على حسابات التوفير أقل بشكل عام من تلك المتعلقة بالاستثمارات ذات المخاطر العالية، إلا أنّها توفر الأمان والسيولة.
6. “يمكنني الاعتماد على راتب التقاعد”
يعتقد بعض الأفراد أن راتب التقاعد الخاص بهم سيكون كافي لجميع احتياجاتهم المالية المستقبلية، على الرغم من أن وجوده أمر ضروري، إلا أنه ليس بديلاً لحساب توفير شخصي مخصص؛ لأنّه يمكنك أن تواجه ظروف طارئة وغير متوقعة تتطلب منك المال مثل هذه الحالات الموالية :
- يمرض أحد أفراد الأسرة ويحتاج للعلاج في عيادة خاصة
- قد تتعطل سيارتك وتحتاج للصيانة
- ممكن يحصل عطب في جهاز منزلي ويتطلب المال لتصليحه
يعمل حساب التوفير الشخصي بمثابة شبكة أمان مالية لمثل تلك المواقف، ويضمن عدم اضطرارك إلى إنفاق راتب التقاعد بعد أيام قليلة من استلامه، وربما يتحتم عليك الاستدانة والوقوع في فخ الديون.
7. “قد أحصل على علاوة أو ميراث أو دعم من زوجتي … لبناء مدخراتي”
يأمل الكثير من الناس الحصول على مكاسب مالية غير متوقعة للبدء في الادخار، في حين أن الاعتماد على الأحداث غير المتوقعة لتمويل حساب التوفير الخاص بك ليس استراتيجية سليمة.
أصبح من الضروري بناء عادة ادخار ثابتة، بغض النظر عن المكاسب غير المتوقعة؛ لأنّ الادخار يتيح لك العمل على تحقيق أهدافك المالية بثبات، ويضمن استعدادك للنفقات الطارئة.
اقرأ أيضا : العيش من الراتب إلى الراتب خطوات عملية تخرجك من الدوّامة
8. “ليس لدي معرفة مالية تمكنني من استثمار ما أدخره”
يمتنع بعض الناس عن الادخار لأنهم يشعرون بالإرهاق أو أنهم ليس لديهم دراية بالثقافة المالية الشخصية، ولكن مع ثورة التكنولوجيا والانترنت أصبحت هناك أدوات ووسائل كثيرة مجانية تساعدك في اكتساب معرفة مالية .
مقال ذو صلة : كيف اكون مثقف ماليا ؟ إليك أفضل 6 طرق لتثقف نفسك ماليا
9. “الادخار أصلا مخصص لأوقات الشدة فقط”
ذكرني هذا المعتقد الخاطئ بالمثل الشعبي عند إخواننا المصريين “خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود”، ومعناه أن تدخر للظروف الطارئة فقط، وذات مرة سمعت مستشارة مالية قالت “بل خبي قرشك الأبيض ليومك الوردي..”، وكانت تقصد أن تدخر لتحقيق أهدافك المالية مثل الموالية :
- تسديد ديونك
- الزواج
- دفع أقساط شراء منزل
- الذهاب في إجازة أحلامك
- شراء سيارة جديدة
- الاستثمار في التعليم الذاتي
10. “ادخار المال في البنك حرام بسبب الربا”
للأمانة قد انتهت المفاهيم التسعة الخاطئة التي وردت التعليم أولا Education First، وقد أضفت هذه القناعة المنتشرة في الوطن العربي بكثرة، لأزيل الغبار عن كل شخص يعتقد أنّ البنوك كلها تلزمه بفائدة ربوية على حسابه الادخاري.
والصواب هو أنّ هذا الأمر غالبا ما يكون اختياري وليس إجباري، لأنّ العديد منها أصبح يوفر إمكانية فتح حساب توفير بدون فوائد إطلاقا، وقد جربت ذلك شخصيا مع بعض البنوك في بلدي.
قد يهمك : أقنعوك أنّ الفقر ليس عيبا وأنّه فضيلة
الخاتمة
من خلال تنظيف عقلك الباطن من هذه الخرافات ستدرك ما هي اسباب عدم الادخار؟ والمعيقات التي تمنعك من اكتساب تلك العادة الموجودة في تفكير وحياة الأغنياء، وتتحفز لاتخاذ خطوات صغيرة اليوم لتوفير المال وتحسين ميزانيتك وإدارة أموالك، وكل ذلك يدعمك في تحقيق أهدافك المالية.